أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم،اذ كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارةصفحةالتعليمات،.كمايشرفنا أن تقوم بالتسجيلبالضغط هناإذارغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءةوالإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
العلم والدعوة والجهاد المسلمون في العالم ----------------------- عكرمة بن سعيد صبري القدس 12/10/1427 المسجد الأقصى محامد و أدعيةطباعة الخطبة بدون محامد وأدعية ------------------------- ملخص الخطبة 1- المكر بالإسلام وأهله. 2- من صور مكر أعداء الإسلام. 3- دعوة للفصائل الفلسطينية للتآلف ونبذ الفرقة والاختلاف. 4- مسائل متعلقة بصوم الست من شوال. 5- من مخططات اليهود بناء كنيس يهودي في ساحة المسجد الأقصى. 6- التحذير من الاعتداء على المسجد الأقصى. ------------------------- الخطبة الأولى يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [إبراهيم:46، 47]. أيها المسلمون، هاتان الآيتان الكريمتان من سورة إبراهيم وهي مكية تتحدثان عن مكر الكافرين ومؤامراتهم ضد الأنبياء والمرسلين، وقد ورد لفظ (المكر) في القرآن الكريم ما يقارب خمسين مرة؛ لفضح الماكرين والمتآمرين وكشف خططهم وأساليبهم، وأن الله عز وجل لهم بالمرصاد. أيها المسلمون، إن المكذبين للرسل قد مكروا مكرًا شديدًا، وهذا المكر هو أقصى ما وصلت إليه القدرات، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في آية أخرى بقوله عز وجل: وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا [نوح:22]. إلا أن الله رب العالمين محيط بمكرهم ومحيط بهم، يقول تعالى في آية أخرى: وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ [فاطر:43]. وبالرغم من أن الجبال كادت لتزول بسبب شدة هذا المكر إلا أن هذا المكر يكون ضعيفًا واهنًا أمام قدرة الله العزيز الجبار. أيها المسلمون، أيها المؤمنون، لو أن رسولنا الأكرم محمدا كان وحده في مواجهة المكر والتآمر دون سند من ربه لما استطاع رد هذا المكر، إلا أن الله العلي القدير قد بقدرته أبطل هذا المكر. فلا تظنن ـ أيها المسلمون ـ أن الله عز وجل يخلف وعده، وإنما ينصر رسله والمؤمنين، ويأخذ على يد الظالمين المكذبين الماكرين المتآمرين في كل زمان ومكان. وهذا يؤكد على أن المسلمين حينما يكونون مع الله فإن الله يكون معهم وينصرهم، ويصد عنهم كيد الكائدين ومكر الماكرين وتآمر المتآمرين، للحديث القدسي الشريف: ((أنا مع عبدي حين يذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا، وإن اقترب إلي ذراعًا اقتربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)). أيها المسلمون، صادف أمس الخميس 2/11/2006م ذكرى تصريح بلفور وزير خارجية بريطانيا الأسبق، والذي عرف هذا التصريح بوعد بلفور المشؤوم، وذلك بتاريخ 2/11/1917م، أي: مضى على صدور وعد بلفور تسع وثمانون سنة، ومنذ ذلك التاريخ وبلاد فلسطين بخاصة والعالم الإسلامي بعامة يعيش في توتر ومعاناة وانقسام وتأخر سياسي. وعقبه بعد ذلك إلغاء الخلافة العثمانية التركية، ومن الملاحظ أن هذه الذكرى قد مرت مرورا عابرا بقصد أو بغير قصد، فكأن النكبات المتوالية على شعب فلسطين ينسي بعضها بعضا. وفي الحقيقة فإن التآمر ضد الإسلام والمسلمين قائم غير قاعد من قبل الغرب الذي يضمر الحقد والمكر والعداء على الإسلام والمسلمين، منذ الحروب الصليبية وحتى يومنا هذا. أيها المسلمون، وفي هذه الأيام يكشف مكر عداوتهم للإسلام وتآمرهم أكثر وأكثر، وسبب ذلك أن المسلمين أخذوا يعودون إلى دينهم الإسلامي العظيم عودة حميدة، وأخذ الإعلام الغربي بين الفينة والأخرى ينشر رسومات مسيئة للإسلام ولنبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بالإضافة إلى وجود قنوات فضائية متخصصة للتشكيك بالدين الإسلامي، كل ذلك بهدف صد المسلمين عن دينهم، قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118]. أيها المسلمون، كما صدرت وتصدر تصريحات مجموعة من مسؤولين غربيين ضد هذا الدين العظيم، وتأتي محاضرة بابا الفاتيكان في ألمانيا لتكمل هذا المسلسل العدواني الظالم. وبالرغم من احتجاجات المسلمين على ما قاله بابا الفاتيكان في محاضرته ضد الإسلام إلا أنه رفض الاعتذار كما رفض شطب العبارات التي تسيء للإسلام من محاضرته. ثم يحاول بابا الفاتيكان من خداع المسلمين بإطلاق دعوته للحوار بين الأديان، هذه الدعوة التي ظاهرها الصمت وباطنها فيه العذاب. ومن المؤلم والمؤسف أن الأنظمة في العالم الإسلامي لم تكن في موقفها من تصريحات بابا الفاتيكان بالمستوى المطلوب، مما أدى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى الإعلان عن مقاطعته وعدم التعامل معه، وهذا أضعف الإيمان. أيها المسلمون، إن مسلسل المكر والتآمر على الإسلام لم يتوقف، فجاء الحرب على الحجاب في فرنسا وبريطانيا من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية الغربية؛ والسبب في ذلك هو انتشار الحجاب بين المسلمات في الدول الغربية، حتى أصبح الحجاب ظاهرة واضحة في المجتمعات الأوروبية، ونقول للأخوات المسلمات المتحجبات في العالم كله: اثبتن على موقفكن الإيماني، فإنه موقف يمثل الجهاد الأكبر جهاد النفس، الحرب النفسية ضدكن ولا تتراجعن، فإن الله عز وجل لن يتخلى عن المسلمين والمسلمات ما داموا على الحق، وما داموا متمسكين بحبل الله المتين، والله مع المؤمنين. أيها المسلمون، يا أبناء أرض الإسراء والمعراج، ثم بعد ذلك لماذا تختلفون ـ أيها الإخوة ـ في الساحة الفلسطينية؟! وعلى أي شيء؟! إلام الخلف بينكم؟! إنكم تتصارعون في دوامة مفرغة، ألا تدركون أن الغرب يكيد لنا، وأن قوى البغي والظلم تستهدفنا جميعا؟! إن خلافاتنا قد طفت على السطح وأخذت الدول الغربية تتدخل بشؤوننا وخصوصياتنا وتستهين بنا، وأخذ العرب والمسلمون يتندرون بنا باستغراب واستهجان، أليس هذا من الخزي والعار ومما يندى له الجبين، وجيش الاحتلال الإسرائيلي يحصدنا والشهداء يتساقطون يوميا في بيت حانون وغيرها؟! فماذا ننتظر؟! أيها المسلمون، يا إخواننا في غزة الصمود، اتفقوا على الحد الأدنى من القواسم المشتركة بينكم، هل صحيح أنه لا توجد بينكم قواسم مشتركة؟! نحن مقتنعون تماما بأن القواسم المشتركة أكثر بكثير من القضايا العالقة والمختلف عليها، يكفي أن عقيدة الإسلام تجمعنا، ويكفي أننا نتوجه إلى قبلة واحدة في صلاتنا، ويكفي أن فلسطين المقدسة تظللنا، ويكفي أن الأقصى المبارك تاج رؤوسنا. ونكرر ما قلناه في خطب سابقة: كونوا على قدر من المسؤولية، ضعوا المصلحة العامة فوق الاعتبارات الفصائلية أو الحزبية أو الشخصية. وإننا لمنتظرون، وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد. وقد بدت خلال هذا الأسبوع بوادر الانفراج إن شاء الله، إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا [فصلت:30].